اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
شفاء العليل شرح منار السبيل
223316 مشاهدة
مقدمة بين يدي الكتاب



أحمد الله وأشكره، وأُثني عليه وأستغفره، وأسأله رضاه وجزيل مثوبته، وأشهد أنه الإله الحق الذي لا إله غيره، ولا رب سواه، أرسل الرسل، وأنزل الكُتب: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وختم الرسل بمحمد بن عبد الله -صلوات الله وسلامه عليه- الذي هو أفضلهم وأشرفهم، وأنزل عليه القرآن العظيم، وهو أجل وأفضل كتبه المنزلة، وعمم رسالة هذا النبي الكريم إلى العرب والعجم، والأسود والأحمر، وكلفه أن يبلغ الناس ما نزل إليهم، فقام بالتبليغ أتم قيام، ودعا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، فهدى الله به الأمة المحمدية من الضلالة، وأرشدهم به من الغواية، وأخرجهم به من ظلمات الجهل والردى، إلى نور العلم والإيمان، وما قبضه إليه حتى بيَّن للناس كل ما يحتاجون إليه، فدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وحذرهم عن شر ما يعلمه لهم، فصلى الله وملائكته وجميع خلقه عليه، كما عرف بربه ودعا إليه، وعلى جميع صحابته وآله، وأتباعهم الذين نهجوا نهجهم واتبعوا هداهم، وسلم تسليما كثيرا.
وبعد.. فهذه مقدمة بين يدي هذا الكتاب الذي نقوم بشرحه، والذي سيتضح بنشره -إن شاء الله تعالى- ما قام به سلفنا الصالح من الجهد الكبير، الذي خدموا به العلم، ونفعوا به من بعدهم، كما ستتصور ذلك عند تفصيل محتويات الكتاب.
وهذه المقدمة تشتمل على تمهيد وخمسة مباحث:
تمهيد: في كمال الشريعة وحفظ مصادرها.

المبحث الأول: في الفقه في النصوص وتطبيق الأدلة على الوقائع.
المبحث الثاني: في منزلة الإمام أحمد بين الفقهاء والمحدثين.
المبحث الثالث: في تدوين فقه الإمام أحمد
المبحث الرابع: في عمل الفقهاء في توسعة المسائل.
المبحث الخامس: في حكم الاجتهاد والتقليد.
وهذا أوان الشروع في المقصود -وبالله المستعان-.